الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رسالة مفتوحة من مقداد السهيلي الى وزيرة الثقافة لطيفة لخضر

نشر في  26 مارس 2015  (14:18)

توجه الفنان مقداد السهيلي برسالة لوم وعتاب الى وزيرة الثقافة لطيفة لخضر هذا نصها:

«لقد لمسنا فيك بوادر الخير لما فيه مصلحة البلاد والعباد بعد مصافحتنا لك في حفل تنصيبك على رأس وزارة الثقافة وظننّا أنك ستفتحين مكتبك لسماع وفهم مشاكل هذه الوزارة التي تفاقمت وتراكمت ملفاتها لتفتح أمام الفاعلين الحقيقيين في الحقل الثقافي طرقا ملتوية وسبلا غامضة أدّت كلّها إلى غلق كل أبواب العمل والإبداع والابتكار أمام هذه القلة القليلة من المبدعين الصادقين الفاعلين مفرزة جدار صد ومنع وعرقلة تشرف على تماسكه عصابة من التماسيح المتوحشة التي دمّرت العمل الثقافي في بلادنا منذ عقود ولازالت تبيض وتفرّخ وتتكاثر في كلّ المجالات الثقافية لتمتصّ عرق الفنّانين والمبدعين وأصحاب المشاريع الواعدة.

البارحة كان جمع من الفنانين والمثقفين والإعلاميين في انتظارك للإشراف على الاحتفال بمرور السنة الأولى على تأسيس دار الموسيقي لكن المفاجأة لم تكن سارة بالمرة والخبر كان غريبا في شكله مضحكا في معناه.

لقد اتصلت بي كاتبتك الخاصة لتعلمني بعدم قدومك لارتباطك بالتزامات أخرى وكأن الذي طلبناه منك منذ مدة وتعهدت به لم يكن التزاما.. فلم نفقد الأمل واتصلنا بالسيد رئيس الديوان فقال لي حرفيا: "الزيارة غير ممكنة لأنّ هناك مستجدّات خطيرة"

يا سيدتي الوزيرة ألست أنت التي صعدت على ركح المسرح البلدي لترفعي شعار التحدّي ضد العمليات الإرهابية وتتمسّكي بمبدإ النضال الثقافي ومواصلة العمل الإبداعي؟ ثم لنفترض أنه تعذّر عليك فعليا الحضور لماذا لم تعتذري لنا شخصيا وألقيت المسألة على كاهل الكتابة؟ أوَ لم يكن جديرا بك تكليف من ينوبك في هذا الاحتفال؟

باختصار وباقتضاب شديد ما وقع كان مخيّبا لآمالنا وهذا ليس بغريب عنّا.. لقد تعوّدنا على خيبات الأمل ولم تعد تؤثّر فينا... وختاما أودّ أن أقول لك جملة علّها تكون مفيدة وصادقة بعيدا عن المجاملات والطرق الملتوية: مازلنا رغم خيبة الأمل نعتقد أنّ فيك الكثير من الصدق والخير ولكن ذلك لن يجد منفذا إلى قلوبنا إلاّ بعيدا عن شباك المتربّصين بأحلامنا وأعمالنا وإبداعاتنا..

أتركيهم جانبا ولا تصدّقي إلاّ ما تراه عيناك.. فمرحبا بك دائما لتكوني بيننا عزيزة مكرّمة وتقفي على حقيقة ما نفعله نحن على أرض الواقع من أجل الرقي بالعمل الثقافي في بلادنا.. والمشاهدة أقوى دليل -والميّة تكذّب الغطّاس-.

شكرا جزيلا لكلّ الفنانين والمثقفين والإعلاميين الذين شاركونا فرحة الاحتفال بتأسيس المشروع الثقافي الوحيد على أرض الواقع منذ انطلاق الثورة في تونس

دار الموسيقي».